طالبان تستعجل إبرام صفقة مع واشنطن.. لإطلاق "حوت" مخدرات
يبدو أن قلب حركة طالبان التي استولت على أفغانستان منتصف أغسطس الماضي، على أحد حيتان المخدرات الذي يقبع في سجن أميركي مدى الحياة، بعد أن كان أحد ممولي الحركة.فقد كشفت مصادر قانونية ودبلوماسية من
يبدو أن قلب حركة طالبان التي استولت على أفغانستان منتصف أغسطس الماضي، على أحد حيتان المخدرات الذي يقبع في سجن أميركي مدى الحياة، بعد أن كان أحد ممولي الحركة.
فقد كشفت مصادر قانونية ودبلوماسية من الولايات المتحدة وأفغانستان على السواء، بحسب ما نقلت مجلة "فورين بوليسي"، أن طالبان تسعى لمبادلة زعيم المخدرات بشير نورزاي، بمهندس أميركي معتقل لديها منذ سنتين تقريبا، ويدعى إريك فريريش.
بل عمدت إلى الضغط على الأميركيين عبر التهديد بمنع إجلاء عشرات آلاف الأفغان يين الذين يحملون الجنسية الأميركية أو الساعين إلى الخروج من البلاد باتجاه أميركا، من الذين عملوا مع القوات الأميركية على مدى الأعوام الماضية، وحتى سقوط كابل بيد طالبان.
مول وسلح
أما سبب "استماتة" طالبان بإطلاق نورزاي، فيعود إلى أن الأخير ساهم بقوة جراء موارد تجارته بالمخدرات لا سيما الأفيون والهيرويين في تمويل وتسليح طالبان، قبل أن يلقى القبض عليه في نيويورك في 2005 بتهمة الاتجار بالمخدرات، ويقضي حكمين بالسجن مدى الحياة منذ 2009.
أما المهندس الأميركي فجندي سابق في البحرية الأميركية، اختطف في يناير 2020 عندما كان يعمل في مشاريع إنمائية في أفغانستان.
ابتزاز
فيما اعتبر ستيف بروكينغ، الذي عمل مؤخرا مستشارا خاصا لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، مطالب الحركة بـ"الابتزاز".
كما أشار إلى أن طالبان أخبرت صراحة واشنطن بأنها لن تفرج عن فريريش ما لم يطلق سراح تاجر المخدرات.
إلا أن مسؤولا في الخارجية الأميركية، اعتبر أن هذا السيناريو غير دقيق، رافضا الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.
يشار إلى طالبان كانت وعدت بعيد سيطرتها على السلطة في أواخر أغسطس الماضي، بأنها ستقضي على صناعة المخدرات في البلاد، التي تقدر بمليارات الدولارات، والتي تمثل 85% من إنتاج الأفيون في جميع أنحاء العالم، إلا أن الوقائع على الأرض لا تزال غير مبشرة في ظل وضع اقتصادي ومعيشي متردٍّ في البلاد.
وكانت الحركة استخدمت خلال 20 عاماً من الوجود الأميركي في أفغانستان، تجارة المخدرات لتمويل تمردها.
والعام الماضي، ارتفعت المساحة المزروعة بالخشخاش في أفغانستان بنسبة 37% لتصل إلى 554 ألف فدان، وفقاً لتقديرات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.