موسكو: عمليتنا في أوكرانيا شرعية.. ولم نكن نريد الحرب

علق السفير الروسي لدى لبنان، ألكسندر روداكوف، على العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو يوم 24 فبراير الفائت في أوكرانيا.وأوضح روداكوف، في تصريحات لـ"العربية.نت" أن "العملية العسكرية التي تقوم بها موسكو

موسكو: عمليتنا في أوكرانيا شرعية.. ولم نكن نريد الحرب

علق السفير الروسي لدى لبنان، ألكسندر روداكوف، على العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو يوم 24 فبراير الفائت في أوكرانيا.

وأوضح روداكوف، في تصريحات لـ"العربية.نت" أن "العملية العسكرية التي تقوم بها موسكو في أوكرانيا تسير وفقاً للجدول الزمني بدقة، وأهدافها نزع السلاح والنازية من أوكرانيا وحماية شعب منطقة دونباس وروسيا الاتحادية من التهديدات العسكرية من قبل الدول الأعضاء في حلف "الناتو" والتي تحاول أن تستخدم الأراضي الأوكرانية كقاعدة عسكرية ضد بلادنا".

"شرعية"

كما أضاف أن "عمليتنا العسكرية في أوكرانيا شرعية وتتفق تماماً مع الحق المنصوص عليه في المادة 51 لميثاق الأمم المتحدة، وتتحقق بموافقة المجلس الفيدرالي لروسيا الاتحادية وبطلب قيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين".

وأشار إلى أن "قواتنا المسلحة لا تشن ضربات صاروخية ومدفعية على المدن الأوكرانية والسكان المدنيين، والجيش الروسي يتخذ الإجراءات من أجل المساعدة في تخفيف معاناة المدنيين الذين تستخدمهم كتائب المتطوعين الأوكرانية كدروع بشرية"، مؤكداً أنه "ليس لدينا خطط لاحتلال أوكرانيا"، حسب تعبيره.

"تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة"

إلى ذلك استهجن روداكوف ما اعتبره "انتهاك الزملاء الغربيين بما فيهم الاتحاد الأوروبي لجميع مبادئهم وما يُسمّى بـ"القيم"، فهم يشجّعون على إمداد أوكرانيا بالأسلحة "الفتاكة"، بما في ذلك آلاف أنظمة القذائف المضادة للطائرات المحمولة التي يمكن تحميلها "على الكتف" في أي مكان".

وتساءل: "كيف سيتم التحكم في أنظمة القذائف المحمولة هذه؟"، متوقعاً "أن "يتم إنشاء نظام "المخاطر على الطيران المدني" لسنوات عديدة، ليس فقط في السماء الأوكرانية، وإنما في جميع أنحاء أوروبا".

أما بشأن واشنطن التي تتهمها موسكو بتأجيج الحرب في أوكرانيا، فلفت إلى أن "وزارة الدفاع الروسية قدمت وثائق تؤكد تعاون أميركا وأوكرانيا في إنتاج أسلحة بيولوجية، وهي تواصل دراسة المواد والوثائق المكشوفة في المعامل البيولوجية حول تنفيذ البرامج البيولوجية العسكرية الخطيرة للولايات المتحدة وحلفائها في الناتو على أراضي أوكرانيا".

المفاوضات والممرات الإنسانية

وفيما يخص المفاوضات السياسية بين موسكو وكييف التي لم تفض حتى الساعة إلى توافقات واضحة، كشف الدبلوماسي الروسي أن "النتيجة الأكثر أهمية في المفاوضات هي الاتفاق بشأن تنظيم ممرات إنسانية لإنقاذ أرواح المدنيين وضمان خروجهم الآمن من مناطق القتال في أوكرانيا".

كما أكد أن "المبادرة التي طرحها الجانب الروسي لفتح ممرات إنسانية بشكل يومي لا تزال قائمة".

"ليست معزولة"

إلى ذلك حرص روداكوف على التأكيد أن "روسيا ليست معزولة عن العالم نتيجة الأحداث في أوكرانيا. فالقيادة الروسية تعقد اجتماعات ومحادثات هاتفية بشكل شبه يومي مع العديد من القادة في العالم، كما أن علاقاتنا التجارية والاقتصادية مستمرة مع شركائنا التقليديين".

وتطرق أيضاً إلى العقوبات على الروس، حيث شدد على أن "هذه العقوبات لا تُخيفنا. فالموقف غير الأخلاقي من قبل الدول الغربية تجاهنا لم يبدأ بالأمس. وأدركنا منذ زمن بعيد أن ما يجري ليس له علاقة بأوكرانيا وإنما "عدوان" على كل شيء روسي كالمصالح والأمن" وغيرها، على حد قوله.

كما أضاف: "يظهر رد فعل الغرب المحموم على أفعالنا أن هناك معركة ليس من أجل الحياة حقاً، لكن حتى الموت، من أجل حق روسيا في أن تكون على الخريطة السياسية للعالم مع الاحترام الكامل لمصالحها المشروعة".

"لم نستخدم الغاز كسلاح"

ورداً على سؤال عن اتجاه روسيا لاستخدام "سلاح الغاز" للرد على الإجراءات المتخذة ضدها من قبل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، فأجاب روداكوف: "نترك هذا السؤال لتقدير وضمير زملائنا الغربيين. لم نستخدم الغاز والنفط كسلاح مطلقاً، على رغم حقيقة أنهم يتهموننا به بانتظام".

كما أردف قائلاً: "لقد زودنا أوروبا بانتظام بالغاز العابر في امتثال كامل لالتزاماتنا تجاهها، والحكومة الأوكرانية تقوم بسرقته منذ عام 2010".

"لا نريد حرباً نووية"

أما عن التلويح باستخدام السلاح النووي، فأكد السفير الروسي أن "موسكو لا تريد حرباً نووية أبداً".

وأضاف: "لم نكن نريد الحرب ولا نريدها الآن. نريد إنهاءها على أساس احترام مصالح جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين اللتين رفضتا قبول الانقلاب غير الدستوري الذي حصل عام 2014، كما رفضتا قبول النظام الذي يفخر وبابتسامة مرسومة على شفتيه بإحراق أحياء في مدينة أوديسا"، حسب قوله.

يذكر أن العملية العسكرية الروسية التي أطلقت في 24 فبراير الماضي، استدعت استنفاراً أمنياً غير مسبوق في أوروبا، فيما تضافرت كافة الدول الغربية لدعم أوكرانيا بالسلاح والمساعدات الإنسانية.

في حين فرض الغرب عقوبات قاسية ومؤلمة على الروس، طالت العديد من القطاعات والشركات، والمصارف، فضلاً عن رجال الأعمال والأثرياء، والسياسيين والنواب.