مقتل عشرات المحتجين بكازاخستان.. الشرطة "إنهم مثيرو شغب"
بين ليلة وضحاها أشعل ارتفاع أسعار الوقود والغاز في كازاخستان موجة من الغضب والاستياء، فعمت التظاهرات ألما اتا كبرى مدن البلاد، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ.وأعلنت الشرطة في ألما اتا، اليوم
بين ليلة وضحاها أشعل ارتفاع أسعار الوقود والغاز في كازاخستان موجة من الغضب والاستياء، فعمت التظاهرات ألما اتا كبرى مدن البلاد، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ.
وأعلنت الشرطة في ألما اتا، اليوم الخميس، أنه تم "القضاء" على عشرات المحتجين، ممن وصفتهم بمثيري الشغب، بعد أن اشتبكت معهم في الميدان الرئيسي بالمدينة في وقت سابق اليوم.
فيما أفادت مصادر رسمية بمقتل 13 عنصرا من الشرطة خلال تلك التظاهرات العنيفة، التي اتسمت باقتحام بعض المحتجين للمراكز والمباني الرسمية وإشعال النيران فيها.
قوات لحفظ السلام
بالتزامن أعلن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أن تحالفا أمنيا مؤلفا من دول سوفيتية سابقة، تقوده روسيا إرسال قوات لحفظ السلام إلى كازاخستان بعد مناشدة رئيسها مساعدة تلك الدول في إخماد الاحتجاجات العنيفة والمميتة في بلاده.
وكتب باشينيان على فيسبوك أن عددا غير محدد من قوات حفظ السلام سيذهب إلى كازاخستان لمدة محدودة لإعادة استقرار الوضع بعد إحراق مبانٍ حكومية والسيطرة على مطار ألما اتا الدولي.
وكان الرئيس قاسم جومارت توكاييف، حاول تهدئة الغضب العام، عبر إقالة سلفه نزارباييف من منصب رئيس مجلس الأمن القومي يوم الأربعاء واضطلع بمسؤولياته.
كما عين رئيسا جديدا للجنة أمن الدولة وأقال أحد أقارب نزارباييف من ثاني أعلى منصب في اللجنة.
كذلك تقدمت حكومة توكاييف باستقالتها، إلا أن كل تلك الإجراءات لم تفلح في تهدئة الشارع. فاستمرت الاحتجاجات، لا بل سيطر المتظاهرون على مطار في ألما اتا، وألغيت كافة الرحلات الجوية من المدينة وإليها.
الوقود وظل نزارباييف
يذكر أن تلك الاحتجاجات التي أودت أمس بحياة 8 من أفراد الأمن، بحسب ما أعلنت الشرطة، اندلعت في بادئ الأمر، بسبب غضب من زيادة أسعار الوقود، إلا أن نطاقها اتسع سريعا ليشمل معارضة الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي لا يزال يحتفظ بسلطات واسعة في الجمهورية السوفيتية السابقة رغم استقالته عام 2019 بعدما حكم البلاد ما يقرب من ثلاثة عقود.
ويُنظر إلى نزارباييف، البالغ من العمر 81 عاما، على نطاق واسع باعتباره القوة السياسية الرئيسية في العاصمة نور سلطان، التي سميت تيمنا به.
كما يُعتقد بأن عائلته تسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، الأكبر حجما في آسيا الوسطى. إلا أن الرجل لم يظهر علنا أو يدل بتصريحات منذ بدء الاحتجاجات.
وكانت صورة كازاخستان كبلد مستقر سياسيا، ساعدت في عهد نزارباييف بجذب استثمارات أجنبية بمئات المليارات من الدولارات في قطاعي النفط والمعادن.