اجتماع أمني مرتقب بواشنطن.. ومؤشرات على هجوم روسي شامل على أوكرانيا
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي، اليوم الأحد، لمناقشة الأزمة الأوكرانية. وجدد البيت الأبيض تحذيره من أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا في أيّ
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي، اليوم الأحد، لمناقشة الأزمة الأوكرانية. وجدد البيت الأبيض تحذيره من أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا في أيّ وقت، فيما طالبت أوكرانيا بتعزيز الدعم الغربي بعد تحذيرات من غزو روسي وشيك، كما اقترح الرئيس الأوكراني لقاء نظيره الروسي لمعرفة "ما الذي يريده".
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في بيان إلى أنه تم إطلاع بايدن على المحادثات في مؤتمر ميونيخ الأمني بين القادة الغربيين بشأن الأزمة المتعلقة بأوكرانيا، مضيفة أن مستشاريه للأمن القومي "كرروا أن روسيا يمكن أن تشن هجوما على أوكرانيا في أي وقت".
ومن جانبه، قال ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، الأحد: "لا نريد بديلا عن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بل نريد قوة عسكرية موحدة".
وأضاف: "علينا ان نزيد دعمنا لأوكرانيا في المدى القصير، ونضع الاسس لسياسة دفاعية أقوى في أوروبا. الاتحاد الاوروبي يجب أن يكون لديه مفهوم واضح حول التحديات التي سيواجهها في المدى القريب والمتوسط ، ويلزم أن يكون قادرا على تحريك جيوش عند الضرورة".
وتدق واشنطن منذ نحو ثلاثة أشهر ناقوس الخطر حيال ما تعتبر أنها استعدادات لشن هجوم روسي على أوكرانيا.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه سيجري اجتماعاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم 24 فبراير لمناقشة أزمة أوكرانيا.
وأضاف بلينكن أنه أبلغ لافروف، أن عقد اللقاء مرهون بعدم غزو أوكرانيا خلال هذا الوقت، مشيراً إلى إمكانية أن يلتقي بايدن الرئيس بوتين إذا كان ذلك يخدم الحوار.
وتزامنا، شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، على أنّ بلاده تُشكّل "درع" أوروبا في وجه روسيا وتستحق مزيداً من الدعم، مطالباً بجدول زمني لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي في ظل مخاوف من غزو روسي تقول واشنطن إنّه وشيك، بينما استعرضت موسكو قوّتها عبر اختبار صواريخ بقدرات نووية.
ودان زيلينسكي في خطابه أمام مؤتمر ميونيخ للأمن ما وصفها بـ"سياسة مهادنة" ينتهجها الأوروبيون حيال موسكو.
وقال الرئيس الذي توجّه إلى ميونيخ رغم اشتداد حدّة القصف في شرق بلاده ومقتل جنديَين أوكرانيين إنّه "على مدى ثماني سنوات، كانت أوكرانيا درعاً. على مدى ثماني سنوات، كانت أوكرانيا تصدّ جيشاً يُعدّ بين الأكبر في العالم".
كما طالب بـ"جداول زمنية واضحة وعملية" لانضمام أوكرانيا إلى الأطلسي، وهو أمر تعتبره موسكو خطاً أحمر بالنسبة لأمنها.
واقترح زيلينسكي لقاء فلاديمير بوتين لمعرفة "ما الذي يريده الرئيس الروسي".
يأتي ذلك فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ لقناة ألمانية، السبت، إن كل الإشارات الواردة من روسيا تشير إلى أن موسكو تستعد لهجوم شامل على أوكرانيا، مردّداً تحذيرات الولايات المتّحدة من غزو وشيك.
وأكد ستولتنبرغ في التصريح ذاته، أن الجميع متفقون على أن مخاطر وقوع هجوم روسي على أوكرانيا مرتفعة للغاية.
من جانبه، ذكر مصدر دبلوماسي أن منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا سجّلت السبت ما يقرب من ألفيْ انتهاك في شرق أوكرانيا.
ويشهد إقليم دونباس في جنوب شرقي أوكرانيا تسارعاً بالأحداث.
وزعمت الاستخبارات التابعة للانفصاليين أنها حصلت على خطة العملية الهجومية التي ستقوم بها قوات الجيش الأوكراني ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.
الهجوم الرئيسي سيكون من مدينة كراما تورسك الواقعة في الجزء الشمالي من دونيتسك في شرق أوكرانيا، ليمتد بعدها لكل من مدينة دبا لتسيف، ثم الشيفسك، وينا كيفو خلال ثلاثة أيام، ثم إلى الحدود الروسية في يومين.
هجوم آخر سيقوم به الجيش الأوكراني من قرية شيرو كينو باتجاه آزوف، وهي بلدة روسية تقع في روستوف أوبلاست على نهر الدون على بعد 16 كيلومترا من بحر آزوف.
وهجوم بحري من مدينة نوفو ازوفسك الحدودية على الطرف الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، بحيث سيتم تنفيذ هذا الهجوم من أجل الوصول إلى إيلو فايسك، وأوليا نوفسك في غضون يومين.
الهجوم الأخير سيكون من مدينة لوغانسك الواقعة في شرق أوكرانيا بالقرب من الحدود مع روسيا باتجاه الشيفسك مع إمكانية الوصول إلى كراسني ليتشا.
وضمن هذه العمليات الهجومية سيتم تدمير المنشآت العسكرية والمدنية في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، على عمق 10 إلى 15 كيلومترا، بضربات قوية بالمدفعية والطائرات والمروحيات والطائرات من دون طيار.
واعتبرت أوكرانيا أن هذه الاتهامات سخيفة، ونفت أي خطط لها لاستخدام القوة في شرق البلاد.
وفيما تزداد المخاوف من تصعيد عسكري ميداني في أوكرانيا بعد تحرك مفاجئ في شرق البلاد، يواصل الانفصاليون الموالون لروسيا عمليات إجلاء المدنيين في حافلات نحو روسيا.