مديرة صندوق النقد تتحدث للعربية عن تأثير حرب أوكرانيا على الاقتصاد العالمي
تحدثت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، في لقاء خاص مع "العربية"، عن أثر الحرب الأوكرانية الروسية على نمو الاقتصاد العالمي ومعدلات التضخم التي شكلت ضغطا على البنوك المركزية حول
تحدثت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، في لقاء خاص مع "العربية"، عن أثر الحرب الأوكرانية الروسية على نمو الاقتصاد العالمي ومعدلات التضخم التي شكلت ضغطا على البنوك المركزية حول العالم.
وقالت جورجييفا: "علينا أن نبدأ من الواقع أن متحور (أوميكرون) كان له أثر على نمو الاقتصاد العالمي مطلع هذا العام، لذا كان يجب أن نقوم بمراجعة توقعاتنا للنمو العالمي بنصف نقطة مئوية".
وأضافت: "لكن بعد ذلك أتت هذه الحرب، فهي مدمرة للشعب الأوكراني واقتصاد بلادهم الذي انكمش بنحو الثلث".
وتابعت: "كما أن هذه الحرب سيئة جدا لروسيا، حيث إن الاقتصاد الروسي متجه نحو ركود عميق، وسعر الصرف تقلص، ما يشير إلى أن القوة الشرائية للروس تقلصت أيضا".
ولفتت إلى أن "امتداد أثر الأزمة بين البلدين سريع ويطال العديد من الدول، خاصة الدول المجاورة لروسيا وأوكرانيا، وذلك بفعل العلاقات التجارية مع موسكو والتحويلات وتدفق اللاجئين".
وأكدت جورجييفا أن هذه الأزمة مضرة أيضا لبقية دول العالم، فأسعار الطاقة ارتفعت بشكل كبير، وهذا بالطبع يترجم بارتفاع التضخم.
وبينت أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت، كون العديد من الدول تعتمد على روسيا وأوكرانيا للحصول على القمح والذرة.
وأوضحت جورجييفا أننا أمام العواقب التالية:
- بدلا من أن يتجه النمو صعودا ويتعافى من كورونا، فهو في اتجاه نزولي، ما يعني أننا سنقوم بمراجعة توقعاتنا إلا أنها ستبقى ضمن الحدود الإيجابية.
- التضخم يتسارع، وهذا يشكل ضغطا على البنوك المركزية حول العالم لتشديد السياسة النقدية، وهذا بلا شك سيؤثر على الدول التي تتمتع بمستويات عالية من الديون.
وقالت: "عندما بدأت أزمة كورونا اتجهت بعض الدول للاقتراض وذلك للمحافظة على أداء اقتصاداتها ولكن تكلفة الاقتراض كانت متدنية جدا، إذ يأتي ذلك وسط هبوط أسعار الفائدة في بعض الأحيان تحت الصفر".
وأضافت: "أما الآن فالوضع بات مختلفا تماما فأسعار الفائدة ترتفع، ما سيؤثر بشكل سلبي على عدد كبير من الدول".
وأوضحت جورجييفا أن الركود التضخمي، هو ارتفاع التضخم مع معدلات نمو منخفضة ليس بالضرورة معدلات نمو سلبية، قد نرى بعض الدول تواجه الركود التضخمي لأنها لاتزال بانتظار التعافي من أزمة كوفيد، لتضربهم هذه الصدمة وتبعدهم أكثر عن التعافي، بينما التضخم يتسارع.
وبينت أن الاقتصادات التي تعافت من "كوفيد"، والولايات المتحدة هي مثال وغيرها الكثير، فإن مخاطر الركود التضخمي أقل بكثير، لأن اقتصاداتهم عادت لمستويات 2019 ما قبل الجائحة.