ماكرون راضٍ عن لقاء بوتين.. "تعهد بعدم التصعيد"
فيما لا يزال التوتر سيد الموقف بشأن ملف أوكرانيا ومخاطر التحشيد العسكري الروسي على الحدود، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حصوله على تعهد روسي بعدم التصعيد.وقال ماكرون للصحافيين على متن الطائرة
فيما لا يزال التوتر سيد الموقف بشأن ملف أوكرانيا ومخاطر التحشيد العسكري الروسي على الحدود، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حصوله على تعهد روسي بعدم التصعيد.
وقال ماكرون للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى كييف اليوم الثلاثاء، إنه حصل من نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه أمس، الذي امتد 6 ساعات، على تعهد بعدم التصعيد.
كما أوضح قائلا: "لقد أتممت المهمة لجهة منع تدهور الأوضاع أو حصول تصعيد لا تحمد عقباه".
مخاوف روسيا
في المقابل، لا تزال موسكو غير راضية تماما عن مواقف الغرب بشأن تلك القضية التي تثير خلافات كبيرة منذ أشهر بين الطرفين.
واليوم أيضا، جدد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قوله إن بلاده لا ترى الغرب مستعدا للاهتمام بمخاوف روسيا، ولا يزال موضوع الضمانات الأمنية مفتوحًا وغير محسوم. وقال: "حتى الآن لا نلمس طرقا حقيقية لحل مسألة الضمانات الأمنية".
أما في ما يتعلق بوجود القوات الروسية في بيلاروسيا، فأكد بيسكوف أنها ستغادر بعد نهاية التدريبات، قائلا "ولم يكن هناك حديث أصلا عن بقائها على الأراضي البيلاروسية في الأساس".
بوتين يندد
يذكر أن بوتين الذي التقى أمس نظيره الفرنسي في موسكو لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية، ندد مجددا برفض الدول الغربية الموافقة على شرطه وقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا وسحب جنوده ومنشآته العسكرية من أوروبا الشرقية، نافيا في الوقت عينه أن يكون هدد أوكرانيا.
كما حمل مجددا كييف مسؤولية الطريق المسدود التي توصلت إليها محادثات السلام في النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
إلا أنه اعتبر أن "بعضا من أفكار ماكرون قد تشكل أساسا لإحراز تقدم مشترك". كما أضاف أنه ونظيره الفرنسي لا يرغبان في حرب بين بلاده وحلف الناتو، "لأن أي طرف لن يخرج منها منتصراً"، وفق تعبيره.
لكنه لم يتطرق إلى مشاريعه بشأن انتشار عشرات آلاف الجنود الروس عند الحدود مع الجارة الأوكرانية.
صراع قديم
يشار إلى أنه منذ نهاية 2021، تتوالى الاتهامات لموسكو بحشد أكثر من مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شنّ هجوم أو غزو.
لكنّ روسيا تنفي أي مخطط من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو ووقف توسّع الحلف شرقًا، ما يرفضه الأخير.
إلا أن الصراع بين كييف وموسكو تعود جذوره إلى سنوات مضت، إذ انطلق منذ العام 2014، حين شهد الشرق الأوكراني حربا بين القوات الأوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا، اتُهم الكرملين برعايتهم ودعمهم عسكريا وماليا. وفي العام نفسه، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، لتشعل مزيدا من التوتر بين الطرفين.
ويعتبر الملف الأوكراني بمثابة "الشوكة" في خاصرة الروس، الذين يشككون دوما في نوايا كييف، فيما تتخوف الأخيرة باستمرار من تكرار تجربة ضم جزيرة القرم واجتياح أراضيها، مكررة في الوقت عينه أن لها الحرية المطلقة بالانضمام للناتو، ما يشكل حساسية كبرى للكرملين.