لبحث أزمة أوكرانيا.. ماكرون يصل إلى برلين
في إطار جولته الماراثونية، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إلى برلين حيث سيجري محادثات مع المستشار أولاف شولتس تتناول الأزمة الأوكرانية، التي كانت محور زيارتين قام بهما إلى موسكو
في إطار جولته الماراثونية، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إلى برلين حيث سيجري محادثات مع المستشار أولاف شولتس تتناول الأزمة الأوكرانية، التي كانت محور زيارتين قام بهما إلى موسكو وكييف في محاولة لخفض حدّة التوتر على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.
والمستشار شولتس الذي عاد لتوّه من الولايات المتحدة حيث عقد قمّة في البيت الأبيض مع الرئيس جو بايدن تمحورت في جزء أساسي منها حول الأزمة الأوكرانية، سيستضيف كلاً من ماكرون والرئيس البولندي أندريه دودا حول عشاء عمل.
وكان الرئيس الفرنسي أكد للصحافيين في وقت سابق، حصوله على تعهد روسي بعدم التصعيد، خلال لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امتد 6 ساعات.
"مسألة الضمانات"
في المقابل، جدد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قوله إن بلاده لا ترى الغرب مستعدا للاهتمام بمخاوف روسيا، ولا يزال موضوع الضمانات الأمنية مفتوحًا وغير محسوم. وقال: "حتى الآن لا نلمس طرقا حقيقية لحل مسألة الضمانات الأمنية".
يذكر أن بوتين الذي التقى أمس نظيره الفرنسي في موسكو لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية، ندد مجددا برفض الدول الغربية الموافقة على شرطه وقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا، وسحب جنوده ومنشآته العسكرية من أوروبا الشرقية، نافيا في الوقت عينه أن يكون هدد أوكرانيا.
كما حمل مجددا كييف مسؤولية الطريق المسدود التي توصلت إليها محادثات السلام في النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
إلا أنه اعتبر أن "بعضا من أفكار ماكرون قد تشكل أساسا لإحراز تقدم مشترك". كما أضاف أنه ونظيره الفرنسي لا يرغبان في حرب بين بلاده وحلف الناتو، "لأن أي طرف لن يخرج منها منتصراً"، وفق تعبيره.
روسيا تحشد
يشار إلى أنه منذ نهاية 2021، تتوالى الاتهامات لموسكو بحشد أكثر من مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شنّ هجوم أو غزو.
لكن روسيا تنفي أي مخطط من هذا القبيل، مطالبة في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو ووقف توسّع الحلف شرقًا، ما يرفضه الأخير.
لكنه لم يتطرق إلى مشاريعه بشأن انتشار عشرات آلاف الجنود الروس عند الحدود مع الجارة الأوكرانية.
صراع قديم
إلا أن الصراع بين كييف وموسكو تعود جذوره إلى سنوات مضت، إذ انطلق منذ العام 2014، حين شهد الشرق الأوكراني حربا بين القوات الأوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا، اتُهم الكرملين برعايتهم ودعمهم عسكريا وماليا. وفي العام نفسه، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، لتشعل مزيدا من التوتر بين الطرفين.
ويعتبر الملف الأوكراني بمثابة "الشوكة" في خاصرة الروس، الذين يشككون دوما في نوايا كييف، فيما تتخوف الأخيرة باستمرار من تكرار تجربة ضم جزيرة القرم واجتياح أراضيها، مكررة في الوقت عينه أن لها الحرية المطلقة بالانضمام للناتو، ما يشكل حساسية كبرى للكرملين.