تركيا وأرمينيا تجريان محادثات "بناءة" بشأن إصلاح العلاقات
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه عقد محادثات "مثمرة وبناءة" مع نظيره الأرمني أرارات ميرزويان، اليوم السبت، مع سعي البلدين لإصلاح العلاقات بعد عقود من العداء.وكان جاويش أوغلو يتحدث إلى
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه عقد محادثات "مثمرة وبناءة" مع نظيره الأرمني أرارات ميرزويان، اليوم السبت، مع سعي البلدين لإصلاح العلاقات بعد عقود من العداء.
وكان جاويش أوغلو يتحدث إلى جانب ميرزويان بعد أن التقيا لمدة نصف ساعة في منتدى دبلوماسي في أنطاليا.
ولا توجد علاقات دبلوماسية أو تجارية بين تركيا وأرمينيا منذ التسعينات، لكنهما عقدتا محادثات في يناير الماضي في أول محاولة لإعادة العلاقات منذ إبرام اتفاق سلام عام 2009 لم يتم التصديق عليه مطلقاً.
وكان لقاء اليوم أول اجتماع بين وزيري خارجية البلدين منذ عام 2009. وكانا قد أجريا محادثات لفترة وجيزة على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في نوفمبر من العام الماضي.
وقال جاويش أوغلو للصحافيين بعد المحادثات التي استمرت 30 دقيقة اليوم: "كانت محادثة مثمرة وبناءة للغاية.. نبذل جهوداً من أجل الاستقرار والسلام".
من جهته، قال وزير الخارجية الأرمني: "نواصل عملية تطبيع العلاقات دون شروط مسبقة.. نحن نبذل جهوداً".
وقال ميرزويان إنه يرحب بدعوته إلى المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا "كإشارة إيجابية" لتحسين العلاقات بين البلدين.
وكانت تركيا، الحليف الوثيق لأذربيجان، قد أغلقت حدودها مع أرمينيا في العام 1993 تعبيراً عن التضامن مع باكو، التي كانت تخوض صراعاً مع أرمينيا بشأن إقليم ناغورنو كاراباخ.
في العام 2020، دعمت تركيا بقوة أذربيجان في الصراع الذي دام ستة أسابيع مع أرمينيا بشأن ناغورنو كاراباخ، والذي انتهى باتفاق سلام توسطت فيه روسيا وشهد سيطرة أذربيجان على جزء كبير من الإقليم.
كما أن تركيا وأرمينيا لديهما عداء منذ أكثر من قرن بسبب مقتل ما يقدر بنحو 1.5 مليون أرمني من خلال أعمال القتل والتجويع والتعذيب ومسيرات الموت القسري التي بدأت عام 1915 في السلطنة العثمانية.
وعين البلدان مؤخراً ممثلين خاصين أجروا حتى الآن جولتين من المحادثات في موسكو وفيينا لتحسين العلاقات.
وهذه محاولتهما الثانية للمصالحة. توصلت تركيا وأرمينيا إلى اتفاق في العام 2009 لإقامة علاقات رسمية وفتح حدودهما، لكن لم يتم التصديق على الاتفاقية بسبب معارضة قوية من أذربيجان.
ولكن هذه المرة أعطت أذربيجان موافقتها على جهود المصالحة. وفي هذا السياق، قال جاويش أوغلو إن أنقرة سوف "تنسّق" عملية التطبيع مع أذربيجان.
وقال للصحافيين في أنطاليا: "أذربيجان سعيدة أيضاً بالخطوات التي يتم اتخاذها وعملية التطبيع بين تركيا وأرمينيا".
وكخطوة أولى نحو المصالحة، استؤنفت رحلات الطيران العارض بين يريفان واسطنبول في وقت سابق من هذا العام.