الناتو "متفائل بحذر" بشأن حل الأزمة الأوكرانية مع روسيا
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء، إن الإشارات الصادرة عن روسيا حول مواصلة السبل الدبلوماسية لحل أزمة أوكرانيا "أمر إيجابي"، لكن لا تتوافر أي مؤشرات على أن
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء، إن الإشارات الصادرة عن روسيا حول مواصلة السبل الدبلوماسية لحل أزمة أوكرانيا "أمر إيجابي"، لكن لا تتوافر أي مؤشرات على أن موسكو تسحب قواتها من الحدود.
وأكد ستولتنبرغ للصحافيين "ثمة إشارات صادرة من موسكو على ضرورة مواصلة السبل الدبلوماسية، هذا يدفع إلى تفاؤل حذر. لكن حتى الآن لم نلمس أي مؤشر على خفض التصعيد على الأرض".
وقال ستولتنبرغ إن الحلف ما زال ينتظر الرد الروسي على مقترحاته الأمنية، مضيفاً: "نأمل أن نتلقى إجابة من روسيا على رسالتنا قريباً".
أكد ستولتنبرغ "نريد أن نرى سحب المعدات"، محذراً من أن "الإمكانات الموجودة في المكان تسمح بغزو شبه فوري" لأوكرانيا.
كما حذر ستولتنبرغ من أن الاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية الأوكرانية المؤيدة لروسيا سيمثل "انتهاكاً صارخاً لسيادة ووحدة أراضي هذا البلد، لأن دونيتسك ولوغنسك جزء من أوكرانيا ضمن حدودها المعترف بها دوليًا".
واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن مثل هذا الاعتراف "سيعقد إمكانية إيجاد حل سياسي ويقوض الجهود المبذولة في هذا الاتجاه".
وكان ثلاثة دبلوماسيين قد قالوا إن من المتوقع أن يدشن وزراء دفاع الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع خطة قد تفضي إلى نشر أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في جنوب شرقي أوروبا، ردا على الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.
وكانت قناة "سي بي إس" CBS نقلت عن مسؤول أميركي قوله، إن وحدات عسكرية روسية بدأت التحرك إلى مواقع هجومية قرب الحدود الأوكرانية.
وكشف أنه تم نقل مدفعية بعيدة المدى وقاذفات صواريخ إلى مواقع إطلاق النار.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء دفاع دول الحلف، يومي الأربعاء والخميس، لاتخاذ قرار بشأن إصدار الأمر للقادة العسكريين لوضع خطط نشر مجموعات قتالية يبلغ قوام الواحدة منها نحو ألف جندي في بلغاريا ورومانيا، وربما في سلوفاكيا والمجر.
ومع تحذير الولايات المتحدة من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، قال الدبلوماسيون، بحسب ما نقلت عنهم "رويترز"، إن من المرجح أن يوافق الوزراء على الخطوة الأولى وهي أن يطلبوا من القادة العسكريين وضع خطة مفصلة لنشر المجموعات القتالية الأربع على الأرض.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي "سيكون هناك تكليف يسمح لنا بالتصعيد أو خفض التصعيد في حالة سحب روسيا قواتها".
يذكر أنه رغم حشدها أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا، تنفي موسكو أي نية للغزو، وتتهم الحكومات الغربية بالتصرف "بهستيريا".
لكنها أوضحت أنها ترى أن مسعى الجمهورية السوفيتية السابقة لتوثيق العلاقات مع الغرب، لا سيما محاولة الانضمام لحلف الأطلسي، يمثل تهديداً لها.
وأوكرانيا ليست من أعضاء حلف الأطلسي ولا توجد معاهدة تلزمه بالدفاع عنها. ومن شأن تعزيز القوات في البحر الأسود أن يظهر جدية الحلف في منطقة ذات أهمية استراتيجية وفي بلدان مثل المجر وسلوفاكيا لها حدود مع أوكرانيا.
وأي قرار نهائي بشأن نشر القوات سيتم اتخاذه في وقت لاحق، وعرضت فرنسا وبلغاريا قيادة المجموعات القتالية في رومانيا وبلغاريا على الترتيب.
وسيتعارض أي نشر للقوات مع مطالب موسكو الأمنية بأن يسحب الحلف قواته من شرق أوروبا.
تردد المجر وسلوفاكيا
ويؤكد حلف شمال الأطلسي أن تشكيلة المجموعات القتالية المستخدمة في منطقة البلطيق ليست تمركزا دائما للقوات وإنما وجودا "مستمرا" لقوات بالتناوب كي تصبح خط دفاع أول في حالة غزو روسيا أراضي دول بالحلف.
وألمح الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج إلى إمكانية نشر المزيد من المجموعات القتالية. فقد قال في السابع من فبراير: "ندرس إجراء تعديلات أطول أجلا على قوام ووجود (القوات) في الجزء الشرقي من الحلف، لم يتخذ قرار نهائي بعد لكن هناك عملية جارية بالفعل داخل الحلف".
وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن القوات الفرنسية سوف تُنشر في رومانيا فقط بعد أن يتخذ الحلف قراره، وإن تكوين وتسليح المجموعات القتالية قد يستغرق وقتا.
لكن في ظل حرص المجر وسلوفاكيا على عدم إغضاب روسيا، قال دبلوماسيون إن الحلف قد يتجنب نشرا للقوات في الجنوب الشرقي بشكل يماثل تماما المجموعات القتالية في البلطيق.
وبدلا من ذلك قد يلجأ الحلف لتشكيل قوة متعددة الجنسيات تقودها فرنسا في رومانيا، تقوم بتنسيق تدريبات قوات الحلف في شرق أوروبا، ويسمح ذلك بحركة للقوات من وإلى المنطقة دون وجود رسمي.