أوروبا تراقبها..وبكين "لا نتحايل عمدا على عقوبات روسيا"
بعد يوم من عقد الصين والاتحاد الأوروبي قمة افتراضية طلب خلالها الاتحاد الأوروبي من بكين عدم السماح لموسكو بالتملص من العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، أكدت الصين أنها
بعد يوم من عقد الصين والاتحاد الأوروبي قمة افتراضية طلب خلالها الاتحاد الأوروبي من بكين عدم السماح لموسكو بالتملص من العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، أكدت الصين أنها لا تتحايل عمدا على تلك العقوبات.
وقال وانغ لوتونغ المدير العام للشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي اليوم السبت، بحسب ما نقلت رويترز، إن بلاده تساهم في الاقتصاد العالمي من خلال مباشرة تجارة طبيعية مع روسيا
حروب عملة وتجارة!
كما أضاف أن السلطات الصينية لا تتعمد التملص من العقوبات الغربية القاسية المفروضة على موسكو، على خلفية القتال الجاري على الأراضي الأوكرانية. وتابع مؤكدا أن بلاده ليست طرفا معنيا بالأزمة الأوكرانية، وتعتقد بالتالي أن تجارتها العادية مع أي دولة أخرى يجب ألا تتأثر".
إلى ذلك، شدد على معارضة بكين لتلك العقوبات، قائلا "تخاطر آثار هذه العقوبات أيضا بالانتشار إلى بقية العالم مما يؤدي إلى حروب العملة والتجارة والتمويل، كما أن تشكل مخاطرة بتهديد سلسلة التوريد والسلسلة الصناعية والعولمة وحتى النظام الاقتصادي"
"ستضر بسمعة الصين"
أتت تلك التصريحات بعد أن شدد الاتحاد الأوروبي في قمة أمس التي عقدت عبر الإنترنت على ضرورة تعهد بكين بعدم مد روسيا بالأسلحة، أو مساعدتها في التحايل على العقوبات الغربية المؤلمة والتي طالت مختلف القطاعات والسياسيين والأثرياء الروس أيضا.
فيما أوضحت أوروسولا دير فون لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، أمس بلهجة صريحة أن أي مساعدة للروس ستضر بسمعة الصين على الساحة الدولية وستفسد العلاقات مع أكبر شريكين تجاريين، وهما الولايات المتحدة وأوروبا.
يأتي هذا فيما تتنامى المخاوف الدولية من أن تسهم السلطات الصينية عبر تجارتها مع الروس، في التحايل على العقوبات والتخفيف من وطأة الضغوط الكبيرة والجبارة التي فرضت على الكرملين بسبب العملية العسكرية التي أطلقها في 24 فبراير في أوكرانيا
تفادت الانزلاق للصراع
فمنذ فبراير الماضي تقاطرت العقوبات القاسية على موسكو، فيما حملت الصين التي تربطها مصالح تجارية وعلاقات اقتصادية مع الغرب، مسؤولية استفزاز الروس.
كما تفادت انتقاد العملية الروسية على أراضي الجارة الغربية، محملة الغرب ودوله المسؤولية عن تفاقم الصراع بين الروس والأوكرانيين، بسبب توسع الحلف في الشرق الأوروبي، دون الأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأمنية للدول المعنية.
لكن الصين، التي تعتبر أكبر مصدر في العالم وأكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي وأكبر مورد أجنبي للبضائع للولايات المتحدة، تحاذر الانزلاق إلى صدام مفتوح مع الغرب، لما سيرتد عليها من آثار.
على الرغم من أن أي ضغط على التجارة الصينية سيكون له في المقابل تأثيرات اقتصادية غير مباشرة أيضا على أميركا وحلفائها الأوروبيين أيضا.