موجة رابعة من كورونا.. هل وصل أوميكرون السودان؟
تزامناً مع فصل الشتاء تنشط أمراض الجهاز التنفسي عموماً ونزلات البرد على وجه الخصوص، حيث تشهد العاصمة الخرطوم موجة عنيفة من الالتهابات الصدرية ونزلات البرد ومعدل انتشار متزايد لفيروس كورونا في موجته
تزامناً مع فصل الشتاء تنشط أمراض الجهاز التنفسي عموماً ونزلات البرد على وجه الخصوص، حيث تشهد العاصمة الخرطوم موجة عنيفة من الالتهابات الصدرية ونزلات البرد ومعدل انتشار متزايد لفيروس كورونا في موجته الرابعة التي كانت أشد شراسة من سابقاتها.
موجة رابعة
بداية أكتوبر من العام المنصرم، شهدت البلاد موجة رابعة من كورونا تزايدت خلالها الإصابات بشكل كبير لتنخفض أواخر ديسمبر، ثم عاود الفيروس هجمته من جديد في الأسبوع الأول من يناير الجاري، حيث تضاعفت حالات الإصابة الجديدة المسجلة بوزارة الصحة.
هذه الموجة كانت أكثر تعقيداً لتزامنها مع فصل الشتاء وتشابه أعراض اِلتهابات الصدر العادية مع كورونا، فلا يدري من يصاب بحمى أو صداع أو فتور أكورونا أصابته أم نزلة برد، ومعظم الأسر تكتفي بالعلاجات "البلدية" وقل من يذهب للمستشفى، فأحسنهم حالاً هو الذي يشكو أعراضه لطبيب صيدلي ويصرف الدواء بدون التشخيص الطبي اللازم.
"العربية.نت" حصل على إفادة الدكتور الطاهر عبدالرحمن الطاهر عبدالرحيم، نائب مدير الإدارة العليا لمراكز العزل (ICC) بالإدارة العامة للطب العلاجي التابعة لوزارة الصحة بولاية الخرطوم، للإجابة عن تساؤلات المواطنين وقلقهم بشأن هذا الانتشار، حيث قال إن الانتشار زاد بنسبة 50% ومعظم المرضى الذين يصلون المستشفيات أعراضهم خفيفة تشبه أعراض الالتهابات العادية، ويتبين لاحقاً إصابتهم بالفيروس بعد إجراء الفحص.
الموجة الرابعة هذه مع انتشارها الواسع إلا أن معظم المرضى يتم عزلهم منزلياً ولا تستوجب حالاتهم التنويم بمراكز العزل، وهذا ما أكده عبدالرحيم حيث قال: "إن مراكز العزل حالياً مشغولة بنسبة 40%.
كذلك أبدى قلقه لإصابة عدد كبير من الكوادر الطبية والعاملين بمراكز العزل، وهذا ما اختلف عن الموجات السابقة لكورونا، فهذه الموجة أصابت الكوادر الطبية وشملت جميع مراكز العزل، وأبلغ مصدر طبي العربية.نت أن معظم الكوادر الطبية التي تعمل بمركز العزل بمستشفى إبراهيم مالك قد أصيبوا بالفيروس.
هل دخل أوميكرون السودان؟
بسؤالنا نائب مدير الإدارة العليا لمراكز العزل بالخرطوم عن أوميكرون، وهل تم اشتباه بالمتحور في أي حالة؟ أجاب د. عبدالرحيم أنهم لا يستبعدون دخول المتحور الجديد أوميكرون إلى السودان خصوصاً مع هذا الانتشار الكبير، وقال: "معدل الانتشار وإصابة المطعمين والأعراض الأساسية اختلفت عن الموجة السابقة ويمكن أن يكون هذا متحورا جديدا". وتابع قائلاً إن إصابات الكوادر الصحية بجميع مراكز العزل تشير إلى أن هذه سلالة جديدة من الفيروس. وأضاف: "لا يمكن الجزم بوجود متحور جديد إلا بالتسلسل الجيني وهذا غير متاح في السودان".
تأثير التظاهرات
آلاف من المواطنين يتجمعون بصورة شبه يومية في العاصمة احتجاجاً على إجراءات الـ 25 من أكتوبر، هذه التجمعات فاقمت أزمة كورونا بالبلاد على الرغم من بذل عدد من الأجسام الطوعية والنشطاء في العمل الصحي والتوعوي ولجان المقاومة، مجهودات مقدرة في إعداد المعقمات والكمامات وتوزيعها داخل المواكب والتعقيم المباشر بمضخات رش كبيرة داخل التجمعات إلا أنه من الصعب إلزام كل هذه الجموع بالاحترازات الصحية من تباعد اجتماعي وارتداءٍ للكمامات، يكفي وجود شخص واحد حاملاً للفيروس لنقله لعدد كبير منهم.
اللجنة العليا المشتركة لمجابهة كورونا بالخرطوم حذرت من تصاعد الإصابات في الموجة الرابعة التي تضرب البلاد، داعية للتخلي عن حالة التراخي في التعامل مع كورونا. وقالت بحسب وكالة الأنباء السودانية إن الإصابات المؤكدة بلغت 792 إصابة في الأسبوع الأول من يناير الجاري، مقارنة بعدد 336 إصابة في الأسبوع الأخير من ديسمبر، وبلغت حالات الوفاة 42 حالة.
وفي ظل محدودية إمكانيات مراكز العزل بالولاية حذر مدير إدارة الوبائيات د. محمد التجاني من خطورة الموجة الرابعة مطالباً بالتقيد الكامل بالاحترازات الصحية.
وزارة الصحة السودانية قالت إن خيارها الوحيد المتاح لتفادي الإصابة هو تكثيف عمليات التطعيم، وأكدت توفر الأمصال ومراكز التطعيم التي يبلغ عددها 288 مركزاً، وقررت تكثيف التطعيم وسط العاملين بالقطاع العام والخاص، والمعلمين والدور الاجتماعية وذوي الاحتياجات الخاصة.