على أعتاب روسيا.. بالأرقام هكذا ستغير فنلندا والسويد الناتو
تقترب فنلندا والسويد على ما يبدو من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لاسيما بعد الخطوات الأخيرة التي سلكتها الدولتان عقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.ففي وقت مبكر من أمس الخميس، أصدر رئيس فنلندا
تقترب فنلندا والسويد على ما يبدو من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لاسيما بعد الخطوات الأخيرة التي سلكتها الدولتان عقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ففي وقت مبكر من أمس الخميس، أصدر رئيس فنلندا ورئيسة وزرائها إعلاناً مهماً كما كان متوقعاً للانضمام إلى الناتو في أقرب وقت ممكن.
ويبقى الدافع وراء قرار الدولتين الانضمام إلى الحلف بعد عقود من تشكيله، واضحاً إذ كانت العملية الروسية في أوكرانيا بمثابة تذكير لفنلندا والسويد بأن جارتهما الشرقية لا يمكن الوثوق بها لاحترام حدودهما المشتركة، وفق تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
فماذا يعني انضمامهما لهذا الحلف العسكري؟ وكيف يمكن للإضافة المحتملة لهما إعادة تشكيل ميزان القوة بين روسيا والناتو؟
الحدود المشتركة
ونبدأ من قضية الحدود، فهي من أبرز الأمور التي تثير مخاوف موسكو، حيث كان توسع الناتو بمرور الوقت باتجاه الجهة الغربية لروسيا، وذلك مع انهيار الاتحاد السوفيتي قبل 30 عاماً.
ودفع ذلك الانهيار عدداً من الدول السوفيتية السابقة مثل لاتفيا ليتوانيا إستونيا ودول حلف وارسو إلى السعي للحصول على عضوية الحلف.
فيما إضافة فنلندا إلى الحلف ستوسع الحدود المشتركة بين الناتو وروسيا من حوالي 440 ميلاً (708 كلم) إلى أكثر من 1200 (1931 كلم).
وهذا لا يجعل الحرب أكثر احتمالية بطبيعتها، لكن تحول فنلندا إلى الغرب هو نوع التغيير الذي كانت روسيا تأمل في منعه دائماً.
عدد السكان والناتج المحلي
في موازاة ذلك، بلغ عدد سكان دول الناتو حوالي ستة أضعاف ونصف عدد سكان روسيا، ومع ذلك، فإن إضافة فنلندا والسويد لن تغير كثيراً.
أما اقتصادياً، فقد بلغ إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء في الناتو لعام 2020 ما يعادل 27 ضعف الناتج المحلي لروسيا.
وبعد إضافة فنلندا والسويد سيصبح 27.6 ضعف الناتج المحلي الإجمالي لروسيا، وفق التحليل.
الإنفاق العسكري
إلى ذلك يعتبر الإنفاق العسكري أحد متطلبات عضوية الناتو المهمة، إذ ينفق الأعضاء الحاليون حوالي 24.5 ضعف ما تنفقه روسيا على جيشها.
ويذهب جزء كبير من هذا الإنفاق على المواد والتكنولوجيا، وفيما يتعلق بحجم الجيوش، بلغ عدد أفراد القوات العسكرية في جيوش الناتو حوالي 3.2 أضعاف عدد ما تمتلكه روسيا.
وفي حال تضمين أعداد قوات الاحتياط فإن الهامش يضيق أكثر، حيث لدى الناتو 1.7 ضعف ما لدى روسيا.
لكن إذا قمنا بتضمين فنلندا والسويد، فإن المقياس يتضاعف، حيث اتضح أن فنلندا لديها احتياطي عسكري ضخم.
تحول سريع
يذكر أن السويد كانت تفاجأت بالتحوّل السريع في موقف فنلندا من ناحية الانضمام للحلف، وهي معتادة تقليديا على المناقشات المطوّلة للمسائل المهمة بهدف التوصل إلى توافق عليها.
إلا أن العملية الروسية في أوكرانيا أحدثت تغيراً مفاجئاً في الرأي العام في كل من فنلندا والسويد لصالح الانضمام إلى الناتو، وهو أمر لم يكن يحظى بكثير من التأييد في الماضي.
وفي حال انضمت الدولتان رسميا للناتو سيصبح الحلف بذلك مباشرة على حدود روسيا، وستضاعف عضوية فنلندا طول الحدود البرية للناتو مع روسيا ما قد يطرح علامات استفهام حول الرد الروسي.