روسيا تتهم الغرب باستخدام الأزمة الأوكرانية لفرض عقوبات عليها
اتهمت موسكو، اليوم الاثنين، الغرب باستغلال أوكرانيا كأداة وساحة اختبارات لتمرير مصالحه في المنطقة وزعزعة استقرار الأوضاع فيها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الغرب يستخدم
اتهمت موسكو، اليوم الاثنين، الغرب باستغلال أوكرانيا كأداة وساحة اختبارات لتمرير مصالحه في المنطقة وزعزعة استقرار الأوضاع فيها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الغرب يستخدم الأزمة الأوكرانية لفرض العقوبات على روسيا.
وأشارت زاخاروفا، في تصريحات صحافية، إلى أن كل الاتهامات الموجهة إلى موسكو لا تستند إلى أية أدلة.
ورأى الكرملين أن حلف شمال الأطلسي يصعّد التوتر في أوكرانيا عبر إرسال مزيد من القوات، مشيرا إلى أن احتمال اندلاع نزاع في شرق أوكرانيا أكبر مما كان عليه من قبل.
وكان الناتو أعلن في بيان، في وقت سابق الاثنين، أن دوله تعد لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب وأنها أرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز الدفاعات في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بيان: "سيواصل حلف شمال الأطلسي اتّخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية كلّ الأعضاء والدفاع عنهم، لا سيّما من خلال تقوية دول التحالف الشرقية. وسنردّ دائمًا على أي تدهور في بيئتنا الأمنية، بما في ذلك عبر تعزيز دفاعنا الجماعي".
وأشار الحلف إلى قرارات اتخذتها الدنمارك في الأيام الأخيرة بإرسال فرقاطة وطائرات حربية إلى دول البلطيق، ودعم إسبانيا لانتشارها البحري وتحضير هولندا "لسفن ووحدات برية في حالة تأهب" لقوة الرد السريع.
وركّز أيضًا البيان على عرض حديث من فرنسا لإرسال قوات إلى بلغاريا، لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة أوضحت أيضا أنها تدرس زيادة وجودها العسكري".
وفي وقت سابق، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد لن يطلب سحب عائلات دبلوماسييه في أوكرانيا كما فعلت الولايات المتحدة، مضيفًا أن لا حاجة "لتهويل" الوضع فيما المحادثات مع روسيا لا تزال جارية.
وقال بوريل لدى وصوله إلى لقاء يجمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ويتخلله مشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبر الفيديو "لن نقوم بالأمر نفسه لأن ليس لدينا أسباب محدّدة لذلك".
وأضاف "لا أرى سببًا للتهويل طالما أن المحادثات جارية".
أوكرانيا: خطوة واشنطن "سابقة لأوانها"
وأكدت أوكرانيا الاثنين أن قرار الولايات المتحدة إجلاء عائلات دبلوماسييها في كييف "سابق لأوانه" في ظل مخاوف من غزو روسي محتمل.
وقال الناطق باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولنكو في بيان "نعتبر أن خطوة من هذا النوع من قبل الجانب الأميركي سابقة لأوانها وتعكس حذرًا مبالغًا فيه".
وتزامن ذلك مع إعلان بريطانيا أنها بدأت بسحب موظفيها من سفارتها في أوكرانيا، حيث أعلنت الخارجية البريطانية أنها ستسحب بعض موظفيها وأقاربهم من سفارتها في أوكرانيا ردا على "التهديد الروسي المتصاعد" في اجتياح كييف. ولفتت إلى أن السفارة بحد ذاتها ستبقى مفتوحة من أجل "الأعمال الأساسية".
واشنطن تأمر عائلات دبلوماسييها بمغادرة كييف
وكانت الولايات المتحدة أمرت عائلات دبلوماسيّيها في كييف بمغادرة أوكرانيا "بسبب التهديد المستمرّ بعمل عسكري روسي"، وفق ما أعلنت الخارجيّة الأميركيّة الأحد في بيان، داعيةً الأميركيّين أيضًا إلى تجنّب السفر إلى روسيا، فيما نقل إعلام أميركي عن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن يفكر بنشر قوات أميركية في شرق أوروبا والبلطيق، بينما قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تخيّر موسكو بين الحل الدبلوماسي أو دفع ثمن باهظ إذا غزت أوكرانيا.
وأفادت وسائل إعلام أميركية، نقلاً عن مصادر في البيت الأبيض، بأن الرئيس بايدن، يفكر بنشر الآلاف من الجنود في دول البلطيق وأوروبا الشرقية، حيث قالت صحفية "نيويورك تايمز" New York Times إن مقترح بايدن هو إرسال من ألف إلى 5 آلاف جندي إلى دول شرق أوروبا، في ظل تصاعد حدة التوتر بين الغرب وروسيا بالملف الأوكراني.
وسمحت واشنطن بالمغادرة "الطوعيّة" لموظّفي سفارتها في كييف، ممّا يزيد من التوتّرات بين روسيا والغرب بشأن الأمن الأوروبي وكذلك المخاوف المتعلّقة بغزو محتمل لأوكرانيا من جانب روسيا.
وقالت الخارجيّة الأميركيّة في بيانها إنّ الموظّفين المحلّيين والموظّفين غير الأساسيّين يمكنهم مغادرة السفارة في كييف إذا رغبوا في ذلك. وقالت إنّ على المواطنين الأميركيّين المقيمين في أوكرانيا "التفكير الآن" في مغادرة البلاد عبر الرحلات الجوّية التجاريّة أو وسائل النقل الأخرى.
وجاء في البيان أنّ "الوضع الأمني، خصوصًا على طول الحدود الأوكرانيّة، في شبه جزيرة القرم التي تحتلّها روسيا وفي دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، لا يمكن التنبّؤ به ويمكن أن يتدهور في أيّ وقت".