"أطباء السودان": 167 إصابة بمظاهرات الإثنين بينها 52 بالرصاص الحي
قالت لجنة أطباء السودان المركزية الثلاثاء إنها أحصت أكثر من 167 إصابة في مظاهرات الاثنين، بينها 52 بالرصاص الحي.وأضافت اللجنة عبر صفحتها على "فيسبوك" أن هناك ثلاث حالات غير مستقرة في العناية المكثفة،
قالت لجنة أطباء السودان المركزية الثلاثاء إنها أحصت أكثر من 167 إصابة في مظاهرات الاثنين، بينها 52 بالرصاص الحي.
وأضافت اللجنة عبر صفحتها على "فيسبوك" أن هناك ثلاث حالات غير مستقرة في العناية المكثفة، و14 إصابة بعبوات غاز مسيل للدموع في الرأس، وثلاث إصابات في العين.
وكانت الشرطة السودانية ذكرت في وقت سابق أن مظاهرات الإثنين شهدت مواجهات اتسمت "بالعنف المنظم" ونتج عنها إصابات وقتل وطعن، مشيرة إلى وفاة سبعة أشخاص وإصابة 72 آخرين.
وتابعت أن قوات الشرطة تعاملت مع تجمعات المتظاهرين "بأقل قدر من القوة القانونية خاصة محاولات التعدي علي أقسام الشرطة والقوات بأماكن التجمعات وذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه"
وواصل المتظاهرون المناهضون للإجراءات الأخيرة في السودان احتجاجاتهم، الثلاثاء، بإغلاق بعض الطرق الرئيسية في العاصمة وإعلان حالة العصيان المدني، عقب يوم دام من التظاهرات أسفر عن سقوط 7 قتلى وعشرات المصابين.
وأغلق المحتجون الجزء الجنوبي من شارع المطار أحد الشوارع الرئيسية في الخرطوم، كما أغلقوا أحد الشوارع الرئيسية في منطقة بُري شرق العاصمة قبل أن تواجههم قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وإزالة المتاريس.
وفي حي بحري شمال الخرطوم، قطع المتظاهرون الطرق الرئيسية بوضع الحجارة وجذوع الأشجار ورفعوا لافتات معارضة للنظام الحاكم.
ورصدت تقارير إغلاق المحال التجارية والصيدليات في الخرطوم وأحيائها المجاورة، وكذلك سوق "السجانة" أكبر سوق في السودان لمواد البناء وسط العاصمة.
ووضع على أبواب أحد المحال لافتة كُتب عليها: "المحل مغلق حدادا على روح عثمان الشريف"، وهو صاحب المحل وقد سقط بين قتلى تظاهرات الاثنين الدامية.
كما علقت جامعة الخرطوم للعلوم والتكنولوجيا الدراسة لمدة يومين وأكدت إدارتها في بيان أن ذلك "إيمانا منا بوحدة الموقف تجاه العصيان المدني ونعلن وقوفنا التام مع كل الكيانات والأجسام التي تدعو للاعتصام".
لجنة تقصي حقائق
هذا وقرر مجلس السيادة في السودان الثلاثاء تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث أمس الاثنين 17 يناير وحدد القرار للجنة تقصي الحقائق 72 ساعة لرفع إجراءاتها.
بيان الشرطة السودانية
وقال بيان للشرطة: "ظهرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواكب ومسيرات وقد وضعت قوات الشرطة خطة لتأمين هذه المواكب تمت إجازتها من جميع لجان أمن المحليات بولاية الخرطوم لتأمين الممتلكات العامة والخاصة والمواقع الاستراتيجية والسيادية والأسواق من المتفلتين".
وتابع البيان: "وقد ناشدت قوات الشرطة قيادات الحراك للجلوس والتنسيق ولم تجد الدعوة الاستجابة بل قوبل ذلك بعداء مستحكم ومواجهات اتسمت بالعنف المنظم واستخدام الملتوف وتكتيك أشبه بالعسكري نتج عنه إصابات وقتل وطعن في وضح النهار وقد تمركزت تجمعات المتظاهرين بمنطقة شروني وبري بالخرطوم وشارع المعونة ببحري وشارع الأربعين بأم درمان".
وقال البيان: "وقد تعاملت معها قوات الشرطة بأقل قدر من القوة القانونية خاصة محاولات التعدي علي أقسام الشرطة والقوات بأماكن التجمعات، وذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وبنهاية اليوم سجلت مضابط الشرطة عدد 7 حالات وفاة لمواطنين جميعها بمحلية الخرطوم، وأصيب عدد 50 من منسوبي الشرطة و22 من المواطنين إصابات متفاوتة، وتم القبض على عدد 77 متهما واتخاذ إجراءات قانونية في مواجهتهم بدوائر الاختصاص بإشراف النيابة".
بوريل يدعو لتهدئة التوترات
ومن جهة أخرى، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، إن استخدام العنف ضد المدنيين في السودان يهدد فرصة التوصل لحل سلمي، داعيا إلى تهدئة التوترات.
وأضاف بوريل في بيان أن" السلطات العسكرية في السودان يجب أن تُظهر استعدادها لإيجاد حل تفاوضي وسلمي للأزمة، وتمتنع عن الاستخدام غير المتناسب للقوة والاعتقال المستمر للنشطاء والصحافيين".
وحذر من أن "العنف ضد المدنيين واستمرار الاعتقالات يضع السودان على طريق خطير بعيدا عن السلام والاستقرار ويهدد فرصة الحل السلمي الذي يمكن أن تجلبه المشاورات" التي تقودها بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس).
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي وجها الدعوة مرارا وتكرارا إلى السلطات للإحجام عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، لكنه قال إن هذه الدعوات لم تجد آذانا صاغية حتى الآن.
وأكد ممثل الشؤون الخارجية على أن "تجنب المزيد من الخسائر في الأرواح أمر جوهري"، مشيرا إلى أن الاتحاد يدعم التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني منذ البداية وسيفعل ذلك في المستقبل بكل الوسائل المتاحة لديه.
وفد أميركي
هذا وتترقب الخرطوم وصول وفد أميركي على رأسه المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية مولي في.
وتهدف الزيارة الأميركية إلى دعم مساعي الأمم المتحدة الأخيرة لحل الأزمة السياسية في السودان و”تسهيل انتقال مدني جديد إلى الديمقراطية”.
والأسبوع الماضي، أعلن ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرثيز رسميا إطلاق مبادرة يجري بمقتضاها لقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة قبل الانتقال في مرحلة تالية إلى محادثات مباشرة أو غير مباشرة بينها.
ورحب مجلس السيادة السوداني بمبادرة الأمم المتحدة واقترح إشراك الاتحاد الإفريقي، بينما أكد ائتلاف قوى الحرية والتغيير المناهض للانقلاب بأنه سيقبل بالمبادرة إذا كان الهدف هو الوصول إلى حكم مدني.