يحمل رؤوسا حربية.. بيونغ يانغ تخطط لإطلاق "الصاروخ العملاق"
تستخدم كوريا الشمالية ستار الأقمار الاصطناعية لاختبار أجزاء مما يطلق عليه صاروخ "عملاق"، وفق محللين، بينما تستعد لعملية إطلاق رغم العقوبات المفروضة عليها قبيل احتفالها بذكرى مهمة.أجرت بيونغ يانغ عددا
تستخدم كوريا الشمالية ستار الأقمار الاصطناعية لاختبار أجزاء مما يطلق عليه صاروخ "عملاق"، وفق محللين، بينما تستعد لعملية إطلاق رغم العقوبات المفروضة عليها قبيل احتفالها بذكرى مهمة.
أجرت بيونغ يانغ عددا قياسيا من الاختبارات على أسلحة بلغ تسعة منذ مطلع العام، في ما يراه خبراء أنه مسعى للعمل على لائحة طويلة من الأسلحة الاستراتيجية التي وضعها الزعيم كيم يونغ أون.
على رأس القائمة صاروخ هواسونغ-17 البالستي العابر للقارات ويمكن أن يحمل عدة رؤوس حربية، أو ما يعرف باسم "الصاروخ العملاق" وعُرض للمرة الأولى في أكتوبر 2020.
ولم يتم اختبار الصاروخ لكن واشنطن قالت الخميس إن بيونغ يانغ أطلقت مؤخرا أجزاء منه تحت ستار قمر اصطناعي.
وكانت كوريا الشمالية قد قررت وقف التجارب على الأسلحة البعيدة المدى والأسلحة النووية، لكن مع توقف المحادثات واستمرار فرض العقوبات فإنها تبدو على وشك التراجع عن القرار.
وقال المحلل الأمني أنكيت باندا ومقره الولايات المتحدة "أعتقد أن وقف التجارب انتهى. يجب أن نتوقع استئناف تجارب إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات".
واختبارات أجزاء من "القمر الاصطناعي الاستطلاعي" المفترض في 27 فبراير والخامس من مارس، كانت على الأرجح لصاروخ هواسونغ-17، وربما لتكنولوجيا "حمل رؤوس حربية متعددة"، كما قال. وأضاف أن "كوريا الشمالية لم تظهر القدرة الثانية من قبل، حتى وإن كانت اختبرت صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ الولايات المتحدة ثلاث مرات".
دوامة تصعيد
يأتي تصميم كوريا الشمالية على اختبار صاروخ بالستي عابر للقارات في وقت حساس في المنطقة، مع انتخاب رئيس أكثر تشددا في كوريا الجنوبية هو يون سوك-يول، سيتولى مهامه قريبا.
وكان يون قد هدد بيونغ يانغ بضربات استباقية وتعهد أن يبلغ "الفتى الوقح" كيم أن يحسن التصرف. ومن المتوقع أن يسلك نهجا متشددا مع الشمال بعد خمس سنوات من حكم الرئيس الليبرالي مون جاي-إن.
لكن هذا النهج قد يؤدي إلى دوامة تصعيد ستفاقم التوترات، حسبما قال الأستاذ في جامعة دراسات كوريا الشمالية يان مو-جين لوكالة فرانس برس.
وستواجَه عمليات الاطلاق بعقوبات جديدة "يمكن أن ترد عليها بيونغ يانغ بتجارب إطلاق جديدة".
من ناحيته يرى الأستاذ في جامعة إوها في سيول ليف إريك إيزلي أن كوريا الشمالية أوقفت تجاربها "إفساحا في المجال أمام الدبلوماسية وتجنب مزيد من العقوبات"، لكنها واصلت باستمرار العمل على تنويع صواريخها.
وبنهاية الأمر "يتعين اختبار أسلحة كتلك من أجل ضمان الدقة والقدرة على العودة" (إلى غلاف الأرض).
وإخفاء تلك الاختبارات تحت ستار تجارب على أجزاء من قمر اصطناعي يمكن أن يساعدها على "شراء الوقت" كي تطور ما تحتاج له لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، بحسب الأكاديمي في الدراسات الكورية الشمالية آن تشان-إيل.
وأمام بيونغ يانغ مهلة واضحة. فإنها ستحيي الذكرى ال110 لمولد الزعيم المؤسس كيم إيل سونغ جد كيم في نيسان/أبريل، وعادة ما تحب إحياء مناسبات محلية مهمة بعروض عسكرية أو إطلاق صواريخ.
وقال آهن "من المرجح جدا أن تقوم كوريا الشمالية بتجربة لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات في 15 نيسان/أبريل بمناسبة ذكرى مولد كيم إيل سونغ".
يوم الشمس
وبكشفهما عن أن التجارب المفترضة على أجزاء من قمر اصطناعي على صلة بصاروخ بالستي، ترسل واشنطن وسيول تحذيرا واضحا إلى بيونغ يانغ بعدم المضي قدما، بحسب الباحث في المعهد الكوري للوحدة الوطنية هونغ مين.
لكن إذا رغبت بيونغ يانغ في "إتقان تقنية إعادة الدخول" (إلى غلاف الأرض)، فإنها تحتاج إلى إجراء عدة تجارب، على ما قال.
وأضاف أنه باستخدامها ستار"صواريخ فضائية" فإن كوريا الشمالية تأمل في "التقليل من رد فعل المجتمع الدولي"، واتفق مع الرأي القائل بأن تجربة الإطلاق الكبيرة التالية ستكون في حدود 15 نيسان/أبريل وسيعقبها مزيد من التجارب.
زار الزعيم الكوري الشمالي الجمعة، وفق تقارير، محطة إطلاق الأقمار الاصطناعية، ودعا إلى تحديثها وتوسيعها.
لكن عددا من المحللين قالوا إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تبالغان في تضخيم أهمية التجارب الأخيرة، إذ يحق لبيونغ يانغ تطوير تكنولوجيا سلمية للأقمار الاصطناعية.