"عليك أن تأخذيها يا حلوتي"..تلطيشات بين بوتين وأوكرانيا
يجمع العديد من المراقبين والمحللين لتصرفات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أنها "استثنائية" بأقل تقدير، بل فظة في العديد من اللقاءات التي جمعته سابقا مع رؤساء دول ومسؤولين غربيين.ولا ينسى العديد من
يجمع العديد من المراقبين والمحللين لتصرفات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أنها "استثنائية" بأقل تقدير، بل فظة في العديد من اللقاءات التي جمعته سابقا مع رؤساء دول ومسؤولين غربيين.
ولا ينسى العديد من المتابعين على سبيل المثال، كيف ترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووفده، العام الماضي ينتظر لدقائق طويلة قبل أن يلقتيهم بالقصر الرئاسي في الكرملين.
كما لا يزال مشهد اجتماعه القريب بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي حاضرا، حين بدا بوتين وهو يمضغ العلكة مثلا.
أما الجديد هذه المرة، فكان عبارة قالها بوتين قبل يومين خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقاه في موسكو، محاولا نزع فتيل التوتر القائم بين روسيا والغرب على خلفية قضية أوكرانيا، والمخاوف من غزوها.
عليك أن تأخذيها يا حلوتي!
فقد ردد الرئيس الروسي مثلا شعبيا روسيا مفاده "أعجبتك أم لا، عليك أن تأخذيها يا حلوتي!" في إشارة إلى ضرورة التزام أوكرانيا باتفاقية مينسك الموقعة عام 2015 من أجل وقف النار بين البلدين.
ليأتي الجواب أمس من نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي قال محاولا أخذ الأمور بمزاح: "بالطبع هناك بعض الأمور التي لا يمكن مجادلة بوتين بشأنها، ومنها بكل تأكيد أن أوكرانيا جميلة ورائعة!".
غير أن تلك العبارة الروسية أثارت انتقادات من قبل بعض المراقبين، الذين اعتبروا فيها بعض الفظاظة، فضلا عن الإيحاءات "الجنسية"، بحسب شبكة سي أن أن" الأميركية.
"تلمح إلى مضمون جنسي"؟!
ولعل هذا ما دفع بعض الصحافيين إلى سؤال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أمس خلال المؤتمر الصحافي الذي أقامه عبر الهاتف عما إذا كانت تلك التصريحات "تلمح إلى مضمون جنسي".
ليرد المسؤول الروسي بهدوء، مكتفيا بالقول "الرئيس قصد أنه إذا وقعت دولة معينة على اتفاق فعليها الالتزام ببنوده"!
يشار إلى أن ماكرون كان التقى مساء الاثنين بوتين، قبل أن يغادر إلى كييف حيث التقى أيضا زيلينسكي، معلنا أن الرئيس الروسي تعهد بعدم خفض التوتر، حول الملف الأوكراني الذي شهد تصعيدا كبيرا خلال الفترة الماضية.
صراع قديم
فمنذ نهاية 2021، تتوالى الاتهامات لموسكو بحشد أكثر من مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شنّ هجوم أو غزو.
لكنّ روسيا تنفي أي مخطط من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو ووقف توسّع الحلف شرقًا، ما يرفضه الأخير.
لا أن الصراع بين كييف وموسكو تعود جذوره إلى سنوات مضت، إذ انطلق منذ العام 2014، حين شهد الشرق الأوكراني حرباً بين القوات الأوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا، اتُهم الكرملين برعايتهم ودعمهم عسكريا وماليا. وفي العام نفسه، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، لتشعل مزيدا من التوتر بين الطرفين.
ويعتبر الملف الأوكراني بمثابة "الشوكة" في خاصرة الروس، الذين يشككون دوما في نوايا كييف، فيما تتخوف الأخيرة باستمرار من تكرار تجربة ضم جزيرة القرم واجتياح أراضيها، مكررة في الوقت عينه أن لها الحرية المطلقة بالانضمام للناتو، ما يشكل حساسية كبرى للكرملين.