استطلاع صادم في تركيا.. رغبة بالهجرة ورفض للتصويت بالانتخابات
في مسحٍ جديد للرأي أجرته مؤسسة ألمانية، تبين أن ملايين الشابات والشبّان الأتراك يرغبون في مغادرة تركيا إذا ما تأمنت لهم الفرصة للتخلص من تداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة والتي أثّرت سلباً على فئة
في مسحٍ جديد للرأي أجرته مؤسسة ألمانية، تبين أن ملايين الشابات والشبّان الأتراك يرغبون في مغادرة تركيا إذا ما تأمنت لهم الفرصة للتخلص من تداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة والتي أثّرت سلباً على فئة الشباب لاسيما المتخرجون حديثاً من جامعات البلاد والعاطلون عن العمل حتى الآن وهو ما يدفعهم لمغادرة تركيا بشكل جدّي، بحسب ما ورد في الاستطلاع الذي قامت به المؤسسة الألمانية كونراد أديناور التي تدير برامج في أكثر من 100 دولة حول العالم.
وعلى الرغم من اعتراض التحالف الحاكم في تركيا والذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" اليمينية على نتائج المسح الألماني، كما فعل عددٌ من نواب التحالف في البرلمان التركي، إلا أن هذه الاعتراضات "وُجهت بالسخرية" باعتبار أن الشركة الألمانية التي أجرت المسح الأخير تربطها صلات بالمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل التي تحظى بعلاقاتٍ جيدة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما ينفي فرضية تسييس نتائج ذلك الاستطلاع، وفق ما أفاد لـ"العربية.نت"، مصدر في معهد الإحصاء التركي.
وكانت نتائج المسح الذي أجرته المؤسسة الألمانية (Konrad-Adenauer-Stiftung) أظهرت أن الجيل الشاب المعروف في تركيا بحرف Z ضمن تصنيف الفئات العمرية، يرغب بالسفر نتيجة الأزمة الاقتصادية والتجاذبات السياسية في البلاد، حيث تزيد نسبتهم عن 70% من الشباب وتتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً وجلّهم يخطط للهجرة إذا ما أتيحت له هذه الفرصة.
واعتمدت مؤسسة الأبحاث الألمانية على مقابلاتٍ شخصية مع نحو 3200 شاب في 28 ولايةٍ تركية في الفترة الممتدة بين شهري مايو وسبتمبر من العام 2021 الماضي، ورأى 82.9% من المستطلعة آراؤهم أن "توزع الثروات غير عادل في تركيا"، كما أن "الدخل متفاوت بين فئات المجتمع ولا يتمّ بالتساوي بينهم".
كذلك اعتقد 87.3% من المستطلعة آراؤهم أيضاً أن معدل البطالة البالغ 11.2% في البلاد، "مرتفع للغاية"، في حين شدد 25.8% من المشاركين في المسح الألماني على أنهم "يعيشون حياة غير سعيدة"، بينما 55.2% من المشاركين قالوا إنهم "غير تعساء، لكنهم ليسوا سعداء أيضاً".
كما اعترض 62.5% من المشاركين في الاستطلاع على أداء الحكومة التركية، في حين كشف 5.9% فقط من المستطلعة آراؤهم عن سعادتهم في طريقة إدارة الحكومة التركية للبلاد.
ولم تكتفِ المؤسسة الألمانية بالمسح عن واقع الشباب فقط، وإنما سألتهم أيضاً عن الأحزاب التي سيصوّتون لها في حال أُجريت انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية في تركيا، لكن 44.7% من المستطلعة آراؤهم رفضوا منح إجاباتٍ صريحة على ذلك السؤال، واكتفى البعض بالقول إنهم لم يحسموا خيارهم بعد، كما أن البعض الآخر كشف أنه لن يصوّت في تلك الانتخابات.
ويبلغ تعداد الجيل الشباب في تركيا نحو 7 ملايين شخص، ممن يحق لهم التصويت في أي انتخاباتٍ تشهدها البلاد خاصة أن أعمارهم تتراوح بين 18 و25 عاماً.