أوروبا تمدد العقوبات على موسكو.. بلينكن يتحدى: باب الناتو سيظل مفتوحاً

مدد الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لمدة ستة أشهر لفشلها في الوفاء بالتزاماتها باتفاق السلام في أوكرانيا، وسط مخاوف من أن موسكو ربما تستعد لغزو جارتها السوفيتية السابقة،

أوروبا تمدد العقوبات على موسكو.. بلينكن يتحدى: باب الناتو سيظل مفتوحاً

مدد الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لمدة ستة أشهر لفشلها في الوفاء بالتزاماتها باتفاق السلام في أوكرانيا، وسط مخاوف من أن موسكو ربما تستعد لغزو جارتها السوفيتية السابقة، نقلا عن أسوشييتد برس.

وتستهدف الإجراءات قطاعي المال والطاقة والدفاع في روسيا، فضلاً عن السلع التي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية. وهذه الخطوة هي جزء من مراجعة متجددة، ولا ترتبط بالتوترات الحالية بشأن التعزيزات العسكرية الروسية بالقرب من أوكرانيا.

وهذه الإجراءات جزء من مجموعة من العقوبات المفروضة على روسيا في 2014 بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وهي مرتبطة باحترام اتفاق مينسك للسلام لعام 2015. جدد الاتحاد الأوروبي العقوبات، التي ستظل سارية حتى 31 يوليو/ تموز على الأقل، لأن روسيا "لم تنفذ بالكامل" اتفاقية السلام.

وتحد هذه الخطوة من وصول البنوك والشركات الروسية إلى أسواق رأس المال في الاتحاد الأوروبي وتحظر المساعدة المالية أو السمسرة للمؤسسات المالية الروسية. فهو يوقف جميع الواردات أو الصادرات أو عمليات نقل المعدات الدفاعية، ويحد من وصول روسيا إلى بعض التقنيات "الحساسة" المستخدمة في إنتاج النفط.

وقتل أكثر من 14 ألف شخص في القتال بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.

هذا وكرر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، القول إن باب حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيظل مفتوحا لقبول أعضاء جدد على الرغم من طلب روسيا ألا يمنح الحلف أوكرانيا عضويته في المحادثات التي جرت هذا الأسبوع في أوروبا، في محاولة لخفض حدة التوتر، نقلا عن رويترز.

واستمرت المحادثات بين مسؤولين أميركيين وروس في فيينا، اليوم الخميس، في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تضم في عضويتها 57 دولة، في وقت تحشد فيه روسيا قواتها قرب الحدود مع أوكرانيا.

وقال بلينكن في مقابلة مع قناة تلفزيون (إم.إس.إن.بي.سي) التلفزيونية: "لم يتحدد بعد الطريق الذي سيسلكه (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين. هل سيختار طريق الدبلوماسية والحوار لحل بعض هذه المشكلات أم سيستمر في مسار المواجهة والعدوان؟".

كما أعلن مساعد وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الخميس، أن روسيا لا ترى سببًا لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع الدول الغربية "في الأيام المقبلة" بشأن مطالبات موسكو بالحصول على ضمانات أمنية.

وقال ريابكوف في مقابلة تلفزيونية: "لا يوجد سبب للجلوس على طاولة (المفاوضات) في الأيام المقبلة، والاجتماع مرة أخرى وبدء المناقشات نفسها".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أفاد أن المفاوضات في جنيف وبروكسل، على الرغم من الموقف المتصلب للغرب، كانت شبيها بلقاء العمل. وعلق: "كانت المفاوضات شبيهة بالأعمال التجارية. مثل هذا الموقف من الغرب صعب للغاية، متعجرف في مكان ما، لا هوادة فيه، ومع ذلك فقد تم التعبير عنه بهدوء بطريقة لقاء العمل، مما يسمح لنا بالاعتماد على احتمالية أنه تم فهم المفاوضات التي جرت في واشنطن".

وأضاف وزير الخارجية الروسي أن المفاوضات بين بلاده والولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية تتماشى مع توقعات موسكو وقال: "سارت المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية كما هو متوقع. أعتقد أننا نعرف المفاوضين الأميركيين جيدًا ، لقد التقينا بهم عدة مرات في مناسبات مختلفة".

بدوره، ذكر مبعوث روسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلال اجتماع للمنظمة اليوم الخميس أن موسكو ستتحرك للدفاع عن أمنها القومي إذا لم تتلق "ردا إيجابيا" من الغرب على مطالبها الأمنية.

وكتبت البعثة الروسية إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على تويتر نقلا عن المبعوث ألكسندر لوكاشيفيتش "إذا لم نسمع ردا إيجابيا على مقترحاتنا خلال إطار زمني معقول واستمر السلوك العدواني تجاه (روسيا)، فسيتعين علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التوازن الاستراتيجي والقضاء على التهديدات غير المقبولة لأمننا القومي".

وكانت روسيا قد طالبت سابقا واشنطن وحلفاءها بتطمينات واسعة النطاق بما في ذلك ضمانات ملموسة بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي.

ويعتبر الملف الأوكراني، بمثابة "الشوكة" في خاصرة الروس، الذين يشككون دوما في نوايا كييف، فيما تتخوف الأخيرة باستمرار من تكرار تجربة ضم جزيرة القرم (عام 2014) واجتياح أراضيها، مكررة في الوقت عينه أن لها الحرية المطلقة بالانضمام للناتو، ما يشكل حساسية كبرى للكرملين.